geelsa3ed
مرحبا بكم في المنتدي .. اذا اعجبكم اي محتوي واستفدتم منه فلا تبخل بنشره حتي يستفيد به غيرك
والدال علي الخير كفاعله

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

geelsa3ed
مرحبا بكم في المنتدي .. اذا اعجبكم اي محتوي واستفدتم منه فلا تبخل بنشره حتي يستفيد به غيرك
والدال علي الخير كفاعله
geelsa3ed
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لكيلا نحرث فى البحر

اذهب الى الأسفل

لكيلا نحرث فى البحر Empty لكيلا نحرث فى البحر

مُساهمة من طرف geelsa3ed الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 12:37 pm

[center]


يأتى شهر رمضان كل عام وينقضى، وقد سمع المسلمون فيه كماً كبيراً جداً من المواعظ والتوجيهات والنصائح والإرشادات الدينية قد يساوى أو يفوق ما سمعوه خلال العام كله، خاصة مع كثرة القنوات الفضائية الدينية، وتنافسها فى الشهر الكريم فى تقديم أكبر عدد من البرامج المتميزة، وجلب أفضل الدعاة وأكثرهم قبولاً عند العامة، ومع حرص القنوات الأخرى على إضافة جرعة دينية للخريطة اليومية لها فى هذا الشهر بالذات من خلال هذا وذاك يزداد كم ما يصل إلى آذان المسلمين من نصائح ومواعظ ومعلومات فى شتى جوانب العلوم الإسلامية، وفى مختلف جوانب الحياة.

ناهيك عن الدروس والخواطر التى تلقى فى جميع المساجد بعد أغلب الصلوات تقريباً.. ما عدا المغرب بالطبع والندوات والمحاضرات التى تقيمها النوادى والمراكز الشبابية والجمعيات الخيرية وغيرها من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية..

هذا كله مما يسعد القلب ويفرحه بهذا النشاط الواضح فى الدعوة الإسلامية والنصح والوعظ والإرشاد، وهو استغلال طيب لإقبال الناس على العبادة والطاعة فى الشهر الفضيل لتوجيههم ونصحهم وتعليمهم، ولست هنا بصدد تحليل مضمون ما يقال من العلماء والدعاة والوعاظ فى خلال الشهر الكريم، وهل يتناسب مضمونه مع مقاصد الإسلام وتشريعاته، وواقع الأمة الحالى أو أن بعضه يشذ عن ذلك ليبتعد بالخطاب الإسلامى عن مقاصد الإسلام وواقع المسلمين، فهذا مما يحتاج إلى دراسة أو دراسات علمية.

وإنما الذى يسترعى الانتباه من خلال كم المجهود الدعوى الذى يبذل فى هذا الشهر الكريم هو السؤال عن نتيجة هذا المجهود، ومردوده على الأمة الإسلامية، ومدى تأثيره فى تغيير واقع المسلمين.

إن هذا النهر المتدفق من المواعظ والنصائح والتوجيهات الرمضانية يجعل الإنسان يتساءل: أين يصب هذا النهر؟، وأين يذهب ماؤه العذب، أيصب فى صحراء قاحلة تبتلع ماءه دون أن تنبت زرعاً، وإن أنبتت أنبتت عشباً ضئيلاً لا يلبث أن يتلاشى بعد أيام قليلة؟ أم أنه يصب فى أرض طيبة تنتفع بمائه وتستمر فى إنبات الزروع والثمار الطيبة؟

إن الأمر يجب أن يشغل العلماء والدعاة لكيلا نحرث فى البحر، أو نكرر ما يحدث كل عام من خروج كثير من المسلمين من رمضان برصيد لا يكفى لضبط سلوكهم فى يوم العيد فضلاً عن أن يستمر معهم بقية العام.. يجب أن يبحث القائمون على أمر الدعوة الإسلامية والمهتمون بها عن الأسباب وراء ذلك، ويحاولوا أن يجدوا العلاج لهذه الظاهرة أعنى ظاهرة كثرة العرض وقلة الأثر، أو كثرة البذر وضعف الإنتاج.

إن هذه الظاهرة لو حدثت فى جانب اقتصادى من جوانب الحياة كمزرعة أو مصنع تجارة أو نحو ذلك لوقف الفنيون والاقتصاديون يحللون ويبحثون عن الأسباب وسبل العلاج، حتى تستقيم المعادلة ويأتى الثمر متسقا - أو أقل قليلا - مع المجهود المبذل فى زرعه وإنتاجه.

وهنا ربما يقول قائل: إن الله عز وجل لم يكلف الأنبياء والمرسلين سوى البلاغ، وإن هداية التوفيق والمعونة من عند الله تعالى كما قال سبحانه فى القرآن الكريم (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة: 99) (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (البقرة : 272)

وأقول: نعم لا يختلف اثنان على أن الداعية ليست مهمته إدخال الإيمان والهداية إلى قلب الناس، فهذا لا يملكه إلا الله جل جلاله لكن الداعية مطالب أيضاً أن يحاسب نفسه هل أدى البلاغ على الوجه المطلوب، هل قصَّر فى عمله، هل أخطأ الوسيلة، هل خانه الأسلوب، هل له يد فى موانع الاستجابة عند الناس.... إلى غير ذلك من الأسئلة وهو مطالب كذلك أن يبحث عن أفضل السبل لإبلاغ الخلق دعوة الحق، وإزالة الموانع من طريق هدايتهم، فهذا ليس من مكملات التبليغ بل من أساسياته.. وهذا لن يتأتى إلا بمثل هذه الدراسات بعد كل موسم من مواسم الخير.

وهذا - والله أعلم - جزءٌ من البصيرة التى وصف الله جل وعلا بها القائمين على الدعوة من أول سيدهم وإمامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى آخر أتباعه فقال (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف : 108)

إن التقويم كما يكون مطلباً من المطالب الأساسية لنجاح أى عمل سياسى أو اجتماعى اقتصادى أو تربوى، فهو أيضاً يجب أن يتبوأ مكانة كبيرة فى مجال الدعوة بحيث يقف الدعاة هنيهة لينظروا وراءهم ليروا ماذا حصَّلوا، وما جنوا من ثمار، وما وقعوا فيه من أخطاء، لكى يكملوا الطريق وهم على بصيرة من أمرهم، ومن أمر مدعويهم، ولكى يعطوا للبلاغ ما يناسبه من الوسائل والأساليب المتناسبة مع الرسالة والزمان والمكان.

وعملية التقويم للجهود الدعوية المبذولة فى موسم من مواسم الخير، أو من خلال قناة من قنوات الدعوة يجب أن تركز على الكيف لا على الكم، وعلى الحقيقة لا على الشكل... بمعنى ألا ننخدع بالأعداد الهائلة من المستمعين، فإن الأمة الآن تمر بظاهرة شهوة الاستماع والمعرفة ؛ فكثير من الشباب يقبل على دروس العلم، ويجرى وراء الدعاة هنا وهناك، والقنوات الدينية لها حضور قوى، ومتابعة كبيرة فى كثير من بيوت المسلمين، والكثير يحرص على السؤال واستماع الإجابة على الفتاوى، وما يعترض حياتهم من مشكلات لكن هذا الاستماع قلَّ أن يتحول إلى عمل وطاعة، وكأن الآذان صارت غير واعية فلم تَعِ ما تسمع، وبالتالى لم تحوله إلى طاعة وعمل.

إن الله جل فى علاه لم ينزل القرآن الكريم، ولم يبعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليستمع الناس إلى الرسالة وكفى، بل أنزل الله كتابه وبعث رسوله لكى يتخذ الناس رسالة الإسلام منهجا لهم فى الحياة، يغيرون حياتهم ويقيمونها وفق أوامر الله تعالى ونواهيه فما أسهل السماع وما أصعب الطاعة والعمل.

قال جل جلاله محذرا المؤمنين من الاكتفاء بالسماع دون الانقياد والطاعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (الأنفال: 20 ، 21) ومن ثم يجب أن يبحث القائمون على عملية تقويم الجهود الدعوية عن النِّسب الحقيقية فى التغير فى سلوكيات الأمة وتصرفاتها وفق منهج الإسلام، ويقيسوا ذلك بدقة تظهر حقيقة التأثير والتأثر عند العامة والخاصة، وأسباب ازدياده وضعفه، للوصول إلى الإيجابيات والسلبيات الحقيقية لكى تنمى الإيجابيات وتعالج السلبيات.

عند ذلك تحصل الدعوة على عملية تنقية وتعديل مستمر فى طريقة عرضها وإبلاغها للناس، فتحقق بذلك مكاسب هائلة فى إصلاح الأمة وإعادتها إلى مكانة العزة والصدارة فى الدنيا، والفوز بالنعيم فى الآخرة، وبذلك يكون الدعاة قد استكملوا واجبهم، ومحّصوا وسائلهم وأساليبهم، وراجعوا أنفسهم لكى يعذروا إلى ربهم من أى تقصير أو إهمال.


بقلم: د. محمد رمضان أبو بكر

المدرس بكلية الدعوة الإسلامية
geelsa3ed
geelsa3ed
Admin

عدد المساهمات : 390
النقاط : 32432
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 30
الموقع : www.just4allah.com

https://geelsa3ed.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى