geelsa3ed
مرحبا بكم في المنتدي .. اذا اعجبكم اي محتوي واستفدتم منه فلا تبخل بنشره حتي يستفيد به غيرك
والدال علي الخير كفاعله

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

geelsa3ed
مرحبا بكم في المنتدي .. اذا اعجبكم اي محتوي واستفدتم منه فلا تبخل بنشره حتي يستفيد به غيرك
والدال علي الخير كفاعله
geelsa3ed
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشرك وأسبابه وأنواعه وأضراره وأدلة إبطاله

اذهب الى الأسفل

الشرك وأسبابه وأنواعه وأضراره وأدلة إبطاله  Empty الشرك وأسبابه وأنواعه وأضراره وأدلة إبطاله

مُساهمة من طرف geelsa3ed الجمعة أكتوبر 29, 2010 6:26 am


[center][center][center][center][center][center][center][center]الشرك وأسبابه وأنواعه وأضراره وأدلة إبطاله  Bismillah1al8ba2

الشرك وأسبابه وأنواعه وأضراره وأدلة إبطاله  821cf6ba04jo7hr7
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]



ظلمات الشرك


المطلب الأول: مفهوم الشرك:




الشِّرْكُ، والشِّرْكَةُ، بمعنى


وقد اشتركا، وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر،


وأشرك بالله: كفر فهو مشركٌ ومشركي،


والاسم الشرك فيهما،


ورغبنا في شرككم: مشاركتكم في النسب([1]



وأشرك بالله: جعل له شريكًا في ملكه، أو عبادته،




فالشرك:



هو أن تجعل لله ندًا وهو خلقك،




وهو أكبر الكبائر، وهو الماحق للأعمال، والمبطل لها،


والحارم المانع من ثوابها،



فكل من عدل بالله غيره: بالحب، أو التعظيم، أو اتبع خطواته،



ومبادئه المخالفة لملة إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم فهو مشرك([2]).




والشرك شركان:



شرك أكبر يخرج من الملة،


وشرك أصغر لا يخرج من الملة([3]).




وذكر العلامة السعدي رحمه الله



أن حد الشرك الأكبر الذي يجمع أنواعه وأفراده


أن يصرف العبد نوعًا أو فردًا من أفراد العبادة لغير الله،


فكل: اعتقاد، أو قول، أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع


فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص،



وصرفه لغيره شرك وكفر،


وهذا ضابط للشرك الأكبر لا يشذ عنه شيء




وأما حد الشرك الأصغر فهو:



كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر،


من: الإرادات، والأقوال، والأفعال


التي لم تبلغ رتبة العبادة([4]).


المطلب الثاني:


البراهين الواضحات في إبطال الشرك:



الأدلة القاطعة الواضحة في إبطال الشرك، وذم أهله كثيرة، منها ما يأتي:



1 ـ كل من دعا نبيًّا، أو وليًّا، أو ملكًا، أو جنيًّا،


أو صرف له شيئًا من العبادة


فقد اتخذه إلهًا من دون الله([1]



وهذا هو حقيقة الشّرك الأكبر



الذي قال الله تعالى فيه:


{[size=25]إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء

وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}([2]).



2 ـ من البراهين القطعية التي ينبغي تبيينها وتوضيحها

لمن اتَّخَذَ من دون الله آلهة أخرى،


قوله تعالى:


{أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ،

لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا

فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ،

لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}([3]).



فقد أنكر سبحانه على من اتخذ من دونه آلهة من الأرض،


سواء كانت أحجارًا أو خشبًا،


أو غير ذلك من الأوثان التي تعبد من دون الله!



فهل هم يحيون الأموات ويبعثونهم؟



الجواب: كلا،



لا يقدرون على شيء من ذلك،



ولو كان في السَّماوات والأرض


آلهة تستحق العبادة غير الله لفسدتا


وفسد ما فيهما من المخلوقات؛



لأن تعدد الآلهة يقتضي التمانع والتنازع والاختلاف،


فيحدث بسببه الهلاك،



فلو فُرِضَ وجود إلهين،



وأراد أحدهما أن يخلق شيئًا والآخر لا يريد ذلك،



أو أراد أن يُعطي والآخر أراد أن يمنع،



أو أراد أحدهما تحريك جسم والآخر يريد تسكينه،



فحينئذ يختل نظام العالم، وتفسد الحياة!



و ذلك :



* لأنه يستحيل وجود مرادهما معًا،


وهو من أبطل الباطل؛


فإنه لو وجد مرادهما جميعًا للزم اجتماع الضدين،


وأن يكون الشيء الواحد حيًّا ميتًا، متحركًا ساكنًا.



* و إذا لم يحصل مراد واحد منهما لزم عجز كل منهما،

وذلك يناقض الربوبية.



* وإن وُجِدَ مراد أحدهما ونفذ دون مراد الآخر،

كان النافذ مراده هو الإله القادر

والآخر عاجز ضعيف مخذول.



* و اتفاقهما على مراد واحد في جميع الأمور غير ممكن.



وحينئذ يتعين أن القاهر الغالب على أمره

هو الذي يوجد مراده وحده غير مُمانع ولا مُدافع،


ولا مُنازع ولا مُخالف ولا شريك،


وهو الله الخالق الإله الواحد،


لا إله إلا هو، ولا رب سواه؛



ولهذا ذكر سبحانه دليل التمانع

في قوله عز وجل:



{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ

إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ

وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ،


عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}([4]).



وإتقان العالم العلوي والسفلي،

وانتظامه منذ خلقه، واتساقه،


وارتباط بعضه ببعض في غاية الدقة والكمال:


{مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ}([5]).


وكل ذلك مسخر،

ومدبر بالحكمة لمصالح الخلق كلهم


يدل على أن مدبره واحد، وربه واحد، وإلهه واحد،


لا معبود غيره، ولا خالق سواه([6]).


3 ـ من المعلوم عند جميع العقلاء

أن كل ما عُبِدَ من دون الله

من الآلهة ضعيف من كل الوجوه، وعاجز ومخذول،


وهذه الآلهة لا تملك لنفسها ولا لغيرها

شيئًا من ضر أو نفع، أو حياة أو موت،

أو إعطاء أو منع، أو خفض أو رفع، أو عزّ أو ذلّ،



وأنها لا تتصف بأي صفة من الصفات

التي يتصف بها الإله الحق،


فكيف يُعْبدُ مَنْ هَذه حَالُه؟

وكيف يُرجى أو يُخاف من هذه صفاته؟

وكيف يُسئَل من لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئًا([1]).



وقد بيّن الله عز وجل ضعف وعجز

كل ما عبد من دونه أكمل بيان،


فقال سبحانه:

{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ

مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا

وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}([2]



وقال عز وجل:


{أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ،

وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ،


وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ

سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ،

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ

عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ

إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ،


أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا

أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا

أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا

أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا

قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ،


إِنَّ وَلِيِّـيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ

وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ،


وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ

لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ،

وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ

وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}([3]



وقال عز وجل:

{وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً

لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ

وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا

وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا}([4]).



وهي مع هذه الصفات

لا تملك كشف الضر عن عابديها

ولا تحويله إلى غيرهم


{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ

فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ

وَلاَ تَحْوِيلاً}([5]).

ـ ومن المعلوم يقينًا أن ما يعبده المشركون من دون الله:

الأنبياء، أو الصالحين، أو الملائكة،


أو الجن الذين أسلموا،

أنهم في شغل شاغل عنهم

باهتمامهم بالافتقار إلى الله بالعمل الصالح،

والتنافس في القُرْبِ من ربهم

يرجون رحمته ويخافون عذابه،

فكيف يُعبَدُ من هذا حاله؟([1])

قال تعالى:

{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ

يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ

وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}([2]).



5 ـ وقد أوضح وبيّن سبحانه

أن ما عُبِدَ من دونه قد توفرت فيهم جميع أسباب العجز

وعدم إجابة الدعاء من كل وجه؛

فإنهم لا يملكون مثقال ذرة

في السَّمَاوات ولا في الأرض

لا على وجه الاستقلال، ولا على وجه الاشتراك،

وليس لله من هذه المعبودات

من ظهير يساعده على ملكه وتدبيره،

ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له([3])،


قال عز وجل:

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ

لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ

وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ

وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ،

وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}([4]


وقال سبحانه تعالى:

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ

وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ،

إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُواْ دُعَاءَكُمْ

وَلَوْ سَمِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}([5]).

وقال عز وجل:

{قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ

إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ

هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ


أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ

هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ


قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ

عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}([1]).




7 ـ وقال سبحانه وتعالى:


{وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ

مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ

فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ،


وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ

فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ

وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ

فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ


يُصيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ

وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}([2])،



وهذا وصف لكل مخلوق،

وأنه لا ينفع ولا يضر

وإنما النافع الضار هو الله،



ومن دعا ما لا يضره ولا ينفعه

فقد ظلم نفسه بالوقوع في الشرك الأكبر،



وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام

لو دعا غير الله لكان من الظالمين المشركين،

فكيف بغيره([3])؟،




فالنافع الضار هو المستحق للعبادة وحده


{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ

فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ

وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ

فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ}([4]).


8 ـ وقال عز وجل:


{وَمَنْ أَََضَلّ ممن يَدْعواْ مِن دُونِ اللَّهِ

مَن لاَ يَسْتَجِيب لَه إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ


و هم عن دعائهم غَافِلونَ

وَ إِذَا حشََِر الناس كانوا لهم أعداء

و كانوا بعبادتهم كافرين }([1])



فهل هناك أضل من هؤلاء

الذين يعبدون من لا يستجيب لهم

مدة مقامهم في الدنيا،


لا ينتفعون بهم مثقال ذرة،

وهم لا يسمعون منهم دعاء،

ولا يجيبون لهم نداء،

وهذا حالهم في الدنيا،


ويوم القيامة يكفرون بشركهم،

ويكونون لهم أعداء يلعن بعضهم بعضًا،

ويتبرأ بعضهم من بعض([2]).


9 ـ ضرب الأمثال من أوضح وأقوى أساليب الإيضاح والبيان


في إبراز الحقائق المعقولة في صورة الأمر المحسوس،



وهذا من أعظم ما يُردُّ به على الوثنيين في إبطال عقيدتهم


وتسويتهم المخلوق بالخالق في العبادة والتعظيم؛



ولكثرة هذا النوع في القرآن الكريم


سأقتصر على ثلاثة أمثلة توضح المقصود


على النحو الآتي:




( أ ) قال الله عز وجل:



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ


إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ


لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ



وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ


ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ،



مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ


إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}([1]).





حق على كل عبد أن يستمع لهذا المثل،


ويتدبره حق تدبره،


فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه،



فالآلهة التي تُعبَد من دون الله


لن تقدر على خلق الذباب


ولو اجتمعوا كلهم لخلقه،


فكيف بما هو أكبر منه،



بل لا يقدرون على الانتصار من الذباب


إذا سلبهم شيئًا مما عليهم من طيب ونحوه،


فيستنقذوه منه ،




فلا هم قادرون على خلق الذباب


الذي هو أضعف المخلوقات،


ولا على الانتصار منه واسترجاع ما سلبهم إياه،




فلا أعجز من هذه الآلهة الباطلة،


ولا أضعف منها،


فكيف يستحسن عاقل عبادتها من دون الله ؟!



وهذا المثل من أبلغ ما أنزل الله تعالى


في بطلان الشرك وتجهيل أهله([2]).




ومن أحسن الأمثال وأدلّها على بطلان الشرك،

وخسارة صاحبه وحصوله على ضد مقصوده،


قوله تعالى:


{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ

كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا

وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ

لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ،


إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ

وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،


وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ

وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}([1]).



فهذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره

يقصد به التعزز والتقَوِّي والنفع،


فبين سبحانه أن هؤلاء ضعفاء،

وأن الذين اتخذوهم أولياء من دون الله

أضعف منهم،


فهم في ضعفهم وما قصدوه من اتخاذ الأولياء

كالعنكبوت التي هي من أضعف الحيوانات،

اتخذت بيتًا وهو من أضعف البيوت،

فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفًا،


وكذلك من اتخذ من دون الله أولياء،

فإنهم ضعفاء،

وازدادوا باتخاذهم ضعفًا إلى ضعفهم([2]).

ومن أبلغ الأمثال التي تُبيّن أن المشرك

[center]قد تشتت شمله واحتار في أمره،

ما بيّنه تعالى بقوله:


{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً

رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ

وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ


هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً

الْحَمْدُ لِلَّهِ

[size=25]بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}([1]).



فهذا مثل ضربه الله تعالى للمشرك والموحد،

فالمشرك لَمَّا كان يعبد آلهة شتى

شُبِّهَ بعبد يملكه جماعة متنازعون مختلفون،

سيئة أخلاقهم، يتنافسون في خدمته،

لا يمكنه أن يبلغ رضاهم أجمعين،

فهو في عذاب.



والموحد لَمَّا كان يعبد الله وحده لا شريك له ،

فمثله كمثل عبد لرجل واحد،

قد سلم له، وعلم مقاصده،

وعرف الطريق إلى رضاه،

فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه واختلافهم،

بل هو سالم لمالكه من غير تنازع فيه،

مع رأفة مالكه به، ورحمته له، وشفقته عليه،

وإحسانه إليه، وتوليه لمصالحه،



فهل يستوي هذان العبدان؟


والجواب: كلا،


لا يستويان أبدًا([2]).
[/size]



0 1ـ الذي يستحق العبادة

وحده من يملك القدرة على كل شيء،

والإحاطة بكل شيءٍ،

وكمال السلطان والغلبة والقهر والهيمنة على كل شيءٍ،

والعلم بكل شيء،

ويملك الدنيا والآخرة،

والنفع والضر، والعطاء والمنع بيده وحده،


فمن كان هذا شأنه فإنه حقيق بأن يُذكَر فلا يُنسى،

ويُشكر فلا يُكفر، ويُطاع فلا يُعصى، ولا يُشرك معه غيره([1]).



وصفات الكمال المطلق لله تعالى، لا يحيط بها أحد،

ولكن منها على سبيل المثال:



( أ ) المتفرد بالألوهية:


لا يستحق الألوهية إلا الله وحده،

الحي الذي لا يموت أبدًا،


القيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع المخلوقات،

وهي مفتقرة إليه في كل شيء،


ومن كمال حياته وقيوميته

أنه لا تأخذه سنة ولا نوم،

وجميع ما في السَّماوات والأرض عبيده،

وتحت قهره وسلطانه:


{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

إِلاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا،

لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}([2]).



ومن تمام ملكه وعظمته وكبريائه

أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه،

فكل الوجهاء والشفعاء عبيد له،

لا يقدمون على شفاعة حتى يأذن لهم،

ولا يأذن إلا لمن ارتضى،



وعلمه تعالى محيط بجميع الكائنات،

ولا يطلع أحد على شيء من علمه

إلا ما أطلعهم عليه،



ومن عظمته أن كرسيه وسع السَّماوات والأرض،

وأنه قد حفظهما وما فيهما من مخلوقات،

ولا يثقله حفظهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه،



وهو القاهر لكل شيء،

العلي بذاته على جميع مخلوقاته،

والعلي بعظمته وصفاته،

العلي الذي قهر المخلوقات ودانت له الموجودات،


العظيم الجامع لصفات العظمة والكبرياء،



وقد دلّ على هذه الصفات العظيمة

قوله تعالى:


{اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ


لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ


يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء


وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ([3]).

وهو الإله الذي خضع كل شيء لسلطانه،


فانقادت له المخلوقات بأسرها:


جماداتها، وحيواناتها، وإنسها، وجنّها، وملائكتها




{وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ


طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}([1]).





( ج ) وهو الإله الذي بيده النفع والضر،


فلو اجتمع الخلق على أن ينفعوا مخلوقًا


لم ينفعوه إلا بما كتبه الله له،


ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء


لم يضروه إذا لم يرد الله ذلك:



{وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ


فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ



وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ


يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ


وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}([2]).




( د ) وهو القادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء:



{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا


أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}([3]).




(هـ) إحاطة علمه بكل شيء، شامل للغيوب كلها:


يعلم ما كان، وما يكون،


وما لم يكن لو كان كيف يكون([4]):



{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ


فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ}([5])،




{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ


فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ


وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ


إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}([6])،




{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ


وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ


وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا


وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ


وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}([7])،




{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}([8]).



ولا شك أن من عرف هذه الصفات


وغيرها من صفات الكمال والعظمة،


فإنه سيعبد الله وحده؛


لأنه الإله المستحق للعبادة.










[/center]
[/center]
[/center]
[/size]
geelsa3ed
geelsa3ed
Admin

عدد المساهمات : 390
النقاط : 32300
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 30
الموقع : www.just4allah.com

https://geelsa3ed.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى