انهيار الأخلاق.. الأسباب والعلاج
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
انهيار الأخلاق.. الأسباب والعلاج
[center]
انهيار الأخلاق.. الأسباب والعلاج
غاب الوعى الدينى.. وضاعت هيبة العلماء.. فانكسرت القدوة واندثرت الأخلاق
القرآن منهج أخلاقى كامل، أتى به رسول كان خلقه القرآن بل كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشى بين الناس وكان يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
وتحقيقنا هذا، يستهدف إلقاء الضوء على الفجوة الأخلاقية بين ما تركنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم وبين ما عليه الكثيرون منا الآن. ترى ما أسباب هذا الانهيار الخلقى؟ وما مظاهره؟ وكيف نرتقى بأخلاقنا لنرضى ربنا ونقتدى بنبينا ونحقق شرعنا ونكون بحق أمة محمد ؟
نماذج غير أخلاقية
تقول أم محمد (هذا الزمن لا ينفع فيه الأدب) إذا لم أكن قوية وشديدة استضعفنى من حولي، إذا سبنى أحدهم رددت عليه السبة مائة حتى يعرف قدر نفسه ولا يحاول الاقتراب منَّا أو استضعافنا.. هذه هى طبيعة الحياة فى زمننا هذا.. ويوصى عبد الله أخاه الصغير بقوله: لا يهمك من أمامك كبيراً كان أم صغيراً، من يؤذيك اشتمه واضربه ولا تخف من أحد.
وفى إحدى المصالح الحكومية تستأذن امرأة من أخرى تجلس صغيرها على كرسى حتى تجلس مكانه فتقول لها لا يمكن ذلك، فقد قامت له جدته حتى تجلسه مكانها.
أم هيثم: السب والإهانة والضرب مع الإهمال وعدم الإنفاق علىَّ وعلى عيالى هو أسلوب زوجى، وتلك هى أخلاقه.
أم عبد الله: ماذا أفعل مع جارتى التى قاطعتها من أجل بذاءة لسانها، فإنى أخشى المقاطعة التى لا يرفع معها عمل خاصة مع دخول رمضان، لكنها لا ترانى فى الشرفة أو فى الشارع إلا وتسب وتلعن، وتستغل صمتى وتزداد فى هذا الأمر .
عقوق.. وفسوق
اعتدال .. ربة منزل: ولدى سليط اللسان.. يسبنى ويشتمنى عند أى تقصير فيما يريد أو عندما يأتى من أقاربى من لا يحبه أو إذا فعلت فعلاً لا يرضيه، حتى إنه يدعو على ويهددنى بالطرد من المنزل.
م. ر. سئمت من تلك الحياة وطلبت الطلاق.. فلم أعد أتحمل مشاهدته للقنوات الإباحية وممارسة ذلك الفعل، لم أعد أتحمل عدم صلاته وحيله التى ينصب بها على الناس، إنه يريدنى معه متجردة من أى مبادئ أخلاقية.
منى عامر .. موظفة.. زميلتى لا تغلق درج مكتبها. كل المصالح تقضى عندها بالرشوة والمدير يعلم وزملاؤها يعلمون ولا معترض ، فهى قادرة على اختلاق المشكلات مع الآخرين وبين الآخرين وإلصاق التهم بهم والاسم مسلمة.
أين القدوة الحسنة
وحول أسباب ذلك الانهيار الخلقى يقول د. عبد اللطيف عامر - أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق.
إن أول سبب هو غياب القدوة التى يقتدى بها الشباب فما تمارسه وسائل الإعلام من أفلام وأنشطة تبعد الشباب عن الأخلاق وتضيع أوقاتهم.
خاصة مع ظهور الفساد وانتشاره فهذا كله يضيع قيمة التمسك بالأخلاق حيث يجد الشباب الفساد مؤدياً إلى الثراء وتسلم المناصب والقيادات الكبيرة وهنا نلحظ انعدام القدوة الحسنة وبروز القدوة السيئة.
وبيوت المسلمين وإن كانت ملتزمة لكنها تعجز أمام التيار الجارف، فالشباب الصغير ينصرف إلى الانترنت ووسائل الإعلام، وما ابتدعوه فى الهاتف المحمول وهذا أقوى من رقابة الأسرة، ومع وسائل اللهو من سينما وغيرها أصبح هناك تفكك فى الروابط الأسرية، وأصبح الشباب فريسة لذلك كذلك ضعفت التربية فى المدارس لأن الطالب أصبحت يده هى العليا على المدرس لاحتياج المدرس له فى الدروس الخصوصية فأصبح أضعف من أن يقوم أخلاق طلابه، فالمدرسة عموماً فقدت هدفها الأول وهو التربية ولا تلتفت سوى للهدف الثانى وهو التعليم.
الأسرة والدولة.. سبب الانحلال
وتضيف الكاتبة الكبيرة المعروفة زينب عبد العزيز - أستاذ الحضارة الفرنسية - إن نمط الحياة من عنف وأشياء مفروضة علينا إعلامياً هو سبب من الأسباب، كذلك تنصل المرأة من مهمتها التربوية وخروجها للعمل وتركها أبناءها للخادمات لتربيتهم مع التفاوت الثقافى بينها وبينهم، كذلك عدم الانضباط فى القوانين وعدم سريان القانون بقوة مما أكثر من الانحرافات والبلطجة وانتشار المخدرات والمال الحرام حتى إنه فى إحدى الإحصائيات التى نشرت فى الأهرام منذ سنوات وجد أن 68% من الشباب مدمنون، كيف تدخل المخدرات بهذه الكميات؟ بسبب الأفلام ونماذج الانحلال المفروضة علينا، الدولة مسئولة عن هذا الانحلال.
الجهل والتسيب
وتعتبر د. إصلاح عبد الحميد ريحان دكتوراه فى التاريخ الإسلامى كلية آداب جامعة عين شمس عدم الوعى الدينى عند الأسر هو السبب فى هذا الانهيار الأخلاقى حيث يترتب عليه عدم توجيه الآباء للأبناء بل إن الكثيرين من الآباء لديهم شىء من التسيب الأخلاقى بدليل ما نراه من عرى وتبرج، ورضا الآباء عن ذلك ولو عملوا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتى لم أرهما أحدهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" لتغير واقع ما نراه
إننا نجد بالفعل أن المجتمع قد انهار من الداخل ومظاهر ذلك نجدها فى الكافيهات الكبيرة التى تضم الشباب والفتيات معاً يتعاطون المخدرات والشيشة وغير ذلك مما يدل على استشراء الفساد.
الكأس والغانية
مع وجود الغزو الفكرى الذى يعد استعماراً لعقولنا، كما قال أحد اليهود: كأس وغانية نملك بهما المجتمع المسلم، وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وترتب على ذلك العنف بين الأزواج والسعار الجنسى الذى ابتلى به الكثيرون وقضية تبادل الأزواج، والدعارة المنتشرة وقانون الطفل الذى يسمح للابن بأن يشتكى والده فى قسم الشرطة ومن جهة أخرى نجد من يهدمون قيم الإسلام ويتلاعبون بثوابته.
أين هيبة العلماء؟
يؤكد الشيخ أحمد سعيد - إمام وخطيب بوزارة الأوقاف: أن هناك سببين أولهما ضياع القدوة، حيث انهدمت القدوة الصالحة المهيبة المتمثلة فى علماء الأزهر ومشايخه منذ دخول الاحتلال الذى ثبت له أنهم المحرك لعواطف ومبادئ الناس حيث كانت لهم السلطة والتأثير وكان طموح الآباء هو إلحاق أبنائهم بالأزهر ليصلوا للمكانة العظيمة التى يتمتع بها شيوخ الأزهر فأوهن الاحتلال هيبتهم وأفقدهم مراكزهم وأوقافهم حتى جعلهم أقل الطبقات، وصار من لديه مال ولا علم له هو المهيأ للقيادة فتبدلت الأخلاق من الإيثار إلى الأثرة ومن الأمانة إلى الخيانة ومن الصدق إلى الكذب لأن المراكز لم تعد ترتبط بالأخلاق بل بضدها، وتوغل ذلك المفهوم فى كل الأوساط.
أما السبب الثانى فهو الأسرة التى تهتم بتربية الأجساد والعقول على حساب الدين والخلق وهذا خطر عظيم، كذلك وجود آباء ليسوا بقدوة أصلاً فكيف يربون أبناءهم على أخلاق الإسلام ومنهجه.
والعلاج يتمثل فى أن يقوم الإعلام بدوره فى إبراز القدوة الحسنة وإعادة الهيبة للعلماء مرة أخرى وعدم التركيز على الربحية فى اختيار من يبرزونهم إعلامياً كذلك على الإعلام ألا يعمق الفجوة بين الآراء المختلفة بل يعمل على الاتفاق بين العلماء حتى لا يحدث تشويش للمشاهدين فيتلقون المبادئ الإسلامية من نبع واحد متفق عليه وعلى كل أسرة البدء بنفسها وأولادها وتربيتهم على الخلق والاقتداء بكل ما هو حسن، حتى يتغير المجتمع للأفضل.
مؤسسات التعليم لها دور كبير
وتؤكد د. إصلاح عبد الحميد دور المدرسة فى العلاج حيث يقضى فيها الأبناء نصف النهار، ولابد أن يكون هناك دور فى اختيار المدرسين القدوة، وهنا يشاركها د. عبد اللطيف عامر الرأى فيقول إنه لابد من تربية جيل جديد من المدرسين خريجى كلية التربية ولابد من إعداد مناهج جديدة تعد المدرس المربى وليس المدرس الأكاديمى وحسب، فلابد أن تكون التربية أولاً والتعليم ثانياً، ولابد من تربية الأبناء على القيم منذ الصغر حتى يتسلحوا بها عند الكبر.
نريد المزيد من علمائنا
وحول دور الدعاة فى الارتقاء بالأخلاق تؤكد الكاتبة الكبيرة د. زينب عبد العزيز ضرورة إصلاح الدعاة لأنفسهم أولاً قبل أن يتصدروا للدعوة ، فى حين ترى د. إصلاح أن الدعاة مضطهدون فلا يستطيعون قول ما ينبغى أن يقال، وتناشد علماء الأزهر أن ينشطوا أكثر من ذلك فى الدعوة إلى الله ونشر الأخلاق الفاضلة فى المساجد والإذاعة والتلفاز قدر الاستطاعة حتى يتم انتشال المجتمع من ذلك الانهيار الأخلاقى، وتؤكد الدكتورة زينب دور الأم فى تربية أبنائها ومسئوليتها عن ذلك فأبناؤها أولاً والعمل ثانياً.
برامج ومناهج للشباب
ويوجه د. عبد اللطيف عامر، حديثه للشباب قائلاً أنتم رصيد لهذه الأمة لابد أن يكون قوياً مسلحاً.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أيها الشباب احرصوا على أنفسكم ولا تنخدعوا بتيارات الإفساد فتضيعوا بذلك ويضيع المجتمع بضياعكمز
تحقيق: نادية عدلى
محررة بالمجلة قسم الأسرة
...........................................
ولنا وقفة
المرجفون في المدينة !!
في السبعينيات من القرن الماضي أصر كوكبة من الطيارين المصريين، المؤمنين بربهم والمجدين في عملهم؛ على منع تقديم الخمور على خطوط شركة مصر للطيران، وتصدى لهم المرجفون في المدينة والذين في قلوبهم مرض واحتجوا بأن الشركة سوف تخسر عملاءها، وسوف ينصرف عنها السياح والركاب الأجانب.. لكن الشركة مشكورة استجابت لرغبة الطيارين الشجعان، وامتنعت عن تقديم الخمور على خطوطها.. فماذا كانت النتيجة؟
أقبل الركاب من جميع الجنسيات على استخدام خطوط الشركة المصرية، وأصبحت معظم الخطوط محجوزة مقدمًا لشهور عدة وحققت الشركة الأرباح والنجاحات، وتوارى المشككون خجلاً وسلموا بالأمر الواقع.
ومن تركيا يأتينا هذا الخبر المفرح ولا يأتينا من تركيا هذه الأيام سوى الأنباء السارة والريح الطيبة فقد قامت إحدى الشركات التركية بشراء فندق كبير من فئة الخمسة نجوم، والذي يطل على بحر إيجه ، وأعلن هذا الفندق (كايريس) أنه لا يقدم خمورًا وأن لديه مسجدًا وحمامات سباحة خاصة لا يدخلها إلا النساء وقد أثار هذا الفندق إعجاب الأسر الملتزمة في تركيا، وأقبل عليه الجميع للدرجة التي جعلت الفندق يعجز عن تلبية جميع الحجوزات بالرغم من أن طاقته تزيد على ألف سرير، مما جعل كثيرًا من أصحاب القرى السياحية والمنتجعات المطلة على بحر (إيجه) يسلكون الطريق نفسه، بعد أن زاد الطلب على مثل هذه الفنادق المحترمة ومرة أخرى يخسأ المنافقون ويلعقون جراحهم.
وفي مجال الرياضة شكك المرجفون اللاعبين المسلمين في جدوى الصيام في رمضان، وزعموا أنه سوف يؤثر على جهدهم وعطائهم في الملعب، مما قد يتسبب في هزيمة فريقهم وعلى الرغم من أن الشمس تغرب في بعض الدول الأوربية في العاشرة مساءً، والنهار طويل جدًا، إلا أن اللاعبين المسلمين أصروا على الصيام حتى ولو وقع عليهم عقاب ففي الدوري الإنجليزي رفض اللاعبان الهولنديان بريس وأبو ديابي لاعبا نادي الأرسنال الإنجليزي الإفطار، وكذلك الفرنسي أنيلكا مهاجم فريق تشيلسي الإنجليزي، ودخل اللاعب المالي كانوتيه مهاجم فريق أشبيلية الأسباني في مشاكل مع إدارة فريقه ورفض الإفطار أيضًا وأصر على خوض المباريات وهو صائم، وهدد بالرحيل إذا لم يستجيبوا لمطالبه، وتبعهم العديد من اللاعبين المسلمين في فرنسا وألمانيا وأصروا على الصيام.
ومرة ثالثة يعود مثيرو الفتنة إلى جحورهم مطأطئين رءوسهم، يجرون أذيال الخزي والهزيمة والانحدار.
مصطفى عاشور
انهيار الأخلاق.. الأسباب والعلاج
غاب الوعى الدينى.. وضاعت هيبة العلماء.. فانكسرت القدوة واندثرت الأخلاق
القرآن منهج أخلاقى كامل، أتى به رسول كان خلقه القرآن بل كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشى بين الناس وكان يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
وتحقيقنا هذا، يستهدف إلقاء الضوء على الفجوة الأخلاقية بين ما تركنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم وبين ما عليه الكثيرون منا الآن. ترى ما أسباب هذا الانهيار الخلقى؟ وما مظاهره؟ وكيف نرتقى بأخلاقنا لنرضى ربنا ونقتدى بنبينا ونحقق شرعنا ونكون بحق أمة محمد ؟
نماذج غير أخلاقية
تقول أم محمد (هذا الزمن لا ينفع فيه الأدب) إذا لم أكن قوية وشديدة استضعفنى من حولي، إذا سبنى أحدهم رددت عليه السبة مائة حتى يعرف قدر نفسه ولا يحاول الاقتراب منَّا أو استضعافنا.. هذه هى طبيعة الحياة فى زمننا هذا.. ويوصى عبد الله أخاه الصغير بقوله: لا يهمك من أمامك كبيراً كان أم صغيراً، من يؤذيك اشتمه واضربه ولا تخف من أحد.
وفى إحدى المصالح الحكومية تستأذن امرأة من أخرى تجلس صغيرها على كرسى حتى تجلس مكانه فتقول لها لا يمكن ذلك، فقد قامت له جدته حتى تجلسه مكانها.
أم هيثم: السب والإهانة والضرب مع الإهمال وعدم الإنفاق علىَّ وعلى عيالى هو أسلوب زوجى، وتلك هى أخلاقه.
أم عبد الله: ماذا أفعل مع جارتى التى قاطعتها من أجل بذاءة لسانها، فإنى أخشى المقاطعة التى لا يرفع معها عمل خاصة مع دخول رمضان، لكنها لا ترانى فى الشرفة أو فى الشارع إلا وتسب وتلعن، وتستغل صمتى وتزداد فى هذا الأمر .
عقوق.. وفسوق
اعتدال .. ربة منزل: ولدى سليط اللسان.. يسبنى ويشتمنى عند أى تقصير فيما يريد أو عندما يأتى من أقاربى من لا يحبه أو إذا فعلت فعلاً لا يرضيه، حتى إنه يدعو على ويهددنى بالطرد من المنزل.
م. ر. سئمت من تلك الحياة وطلبت الطلاق.. فلم أعد أتحمل مشاهدته للقنوات الإباحية وممارسة ذلك الفعل، لم أعد أتحمل عدم صلاته وحيله التى ينصب بها على الناس، إنه يريدنى معه متجردة من أى مبادئ أخلاقية.
منى عامر .. موظفة.. زميلتى لا تغلق درج مكتبها. كل المصالح تقضى عندها بالرشوة والمدير يعلم وزملاؤها يعلمون ولا معترض ، فهى قادرة على اختلاق المشكلات مع الآخرين وبين الآخرين وإلصاق التهم بهم والاسم مسلمة.
أين القدوة الحسنة
وحول أسباب ذلك الانهيار الخلقى يقول د. عبد اللطيف عامر - أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق.
إن أول سبب هو غياب القدوة التى يقتدى بها الشباب فما تمارسه وسائل الإعلام من أفلام وأنشطة تبعد الشباب عن الأخلاق وتضيع أوقاتهم.
خاصة مع ظهور الفساد وانتشاره فهذا كله يضيع قيمة التمسك بالأخلاق حيث يجد الشباب الفساد مؤدياً إلى الثراء وتسلم المناصب والقيادات الكبيرة وهنا نلحظ انعدام القدوة الحسنة وبروز القدوة السيئة.
وبيوت المسلمين وإن كانت ملتزمة لكنها تعجز أمام التيار الجارف، فالشباب الصغير ينصرف إلى الانترنت ووسائل الإعلام، وما ابتدعوه فى الهاتف المحمول وهذا أقوى من رقابة الأسرة، ومع وسائل اللهو من سينما وغيرها أصبح هناك تفكك فى الروابط الأسرية، وأصبح الشباب فريسة لذلك كذلك ضعفت التربية فى المدارس لأن الطالب أصبحت يده هى العليا على المدرس لاحتياج المدرس له فى الدروس الخصوصية فأصبح أضعف من أن يقوم أخلاق طلابه، فالمدرسة عموماً فقدت هدفها الأول وهو التربية ولا تلتفت سوى للهدف الثانى وهو التعليم.
الأسرة والدولة.. سبب الانحلال
وتضيف الكاتبة الكبيرة المعروفة زينب عبد العزيز - أستاذ الحضارة الفرنسية - إن نمط الحياة من عنف وأشياء مفروضة علينا إعلامياً هو سبب من الأسباب، كذلك تنصل المرأة من مهمتها التربوية وخروجها للعمل وتركها أبناءها للخادمات لتربيتهم مع التفاوت الثقافى بينها وبينهم، كذلك عدم الانضباط فى القوانين وعدم سريان القانون بقوة مما أكثر من الانحرافات والبلطجة وانتشار المخدرات والمال الحرام حتى إنه فى إحدى الإحصائيات التى نشرت فى الأهرام منذ سنوات وجد أن 68% من الشباب مدمنون، كيف تدخل المخدرات بهذه الكميات؟ بسبب الأفلام ونماذج الانحلال المفروضة علينا، الدولة مسئولة عن هذا الانحلال.
الجهل والتسيب
وتعتبر د. إصلاح عبد الحميد ريحان دكتوراه فى التاريخ الإسلامى كلية آداب جامعة عين شمس عدم الوعى الدينى عند الأسر هو السبب فى هذا الانهيار الأخلاقى حيث يترتب عليه عدم توجيه الآباء للأبناء بل إن الكثيرين من الآباء لديهم شىء من التسيب الأخلاقى بدليل ما نراه من عرى وتبرج، ورضا الآباء عن ذلك ولو عملوا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتى لم أرهما أحدهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" لتغير واقع ما نراه
إننا نجد بالفعل أن المجتمع قد انهار من الداخل ومظاهر ذلك نجدها فى الكافيهات الكبيرة التى تضم الشباب والفتيات معاً يتعاطون المخدرات والشيشة وغير ذلك مما يدل على استشراء الفساد.
الكأس والغانية
مع وجود الغزو الفكرى الذى يعد استعماراً لعقولنا، كما قال أحد اليهود: كأس وغانية نملك بهما المجتمع المسلم، وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وترتب على ذلك العنف بين الأزواج والسعار الجنسى الذى ابتلى به الكثيرون وقضية تبادل الأزواج، والدعارة المنتشرة وقانون الطفل الذى يسمح للابن بأن يشتكى والده فى قسم الشرطة ومن جهة أخرى نجد من يهدمون قيم الإسلام ويتلاعبون بثوابته.
أين هيبة العلماء؟
يؤكد الشيخ أحمد سعيد - إمام وخطيب بوزارة الأوقاف: أن هناك سببين أولهما ضياع القدوة، حيث انهدمت القدوة الصالحة المهيبة المتمثلة فى علماء الأزهر ومشايخه منذ دخول الاحتلال الذى ثبت له أنهم المحرك لعواطف ومبادئ الناس حيث كانت لهم السلطة والتأثير وكان طموح الآباء هو إلحاق أبنائهم بالأزهر ليصلوا للمكانة العظيمة التى يتمتع بها شيوخ الأزهر فأوهن الاحتلال هيبتهم وأفقدهم مراكزهم وأوقافهم حتى جعلهم أقل الطبقات، وصار من لديه مال ولا علم له هو المهيأ للقيادة فتبدلت الأخلاق من الإيثار إلى الأثرة ومن الأمانة إلى الخيانة ومن الصدق إلى الكذب لأن المراكز لم تعد ترتبط بالأخلاق بل بضدها، وتوغل ذلك المفهوم فى كل الأوساط.
أما السبب الثانى فهو الأسرة التى تهتم بتربية الأجساد والعقول على حساب الدين والخلق وهذا خطر عظيم، كذلك وجود آباء ليسوا بقدوة أصلاً فكيف يربون أبناءهم على أخلاق الإسلام ومنهجه.
والعلاج يتمثل فى أن يقوم الإعلام بدوره فى إبراز القدوة الحسنة وإعادة الهيبة للعلماء مرة أخرى وعدم التركيز على الربحية فى اختيار من يبرزونهم إعلامياً كذلك على الإعلام ألا يعمق الفجوة بين الآراء المختلفة بل يعمل على الاتفاق بين العلماء حتى لا يحدث تشويش للمشاهدين فيتلقون المبادئ الإسلامية من نبع واحد متفق عليه وعلى كل أسرة البدء بنفسها وأولادها وتربيتهم على الخلق والاقتداء بكل ما هو حسن، حتى يتغير المجتمع للأفضل.
مؤسسات التعليم لها دور كبير
وتؤكد د. إصلاح عبد الحميد دور المدرسة فى العلاج حيث يقضى فيها الأبناء نصف النهار، ولابد أن يكون هناك دور فى اختيار المدرسين القدوة، وهنا يشاركها د. عبد اللطيف عامر الرأى فيقول إنه لابد من تربية جيل جديد من المدرسين خريجى كلية التربية ولابد من إعداد مناهج جديدة تعد المدرس المربى وليس المدرس الأكاديمى وحسب، فلابد أن تكون التربية أولاً والتعليم ثانياً، ولابد من تربية الأبناء على القيم منذ الصغر حتى يتسلحوا بها عند الكبر.
نريد المزيد من علمائنا
وحول دور الدعاة فى الارتقاء بالأخلاق تؤكد الكاتبة الكبيرة د. زينب عبد العزيز ضرورة إصلاح الدعاة لأنفسهم أولاً قبل أن يتصدروا للدعوة ، فى حين ترى د. إصلاح أن الدعاة مضطهدون فلا يستطيعون قول ما ينبغى أن يقال، وتناشد علماء الأزهر أن ينشطوا أكثر من ذلك فى الدعوة إلى الله ونشر الأخلاق الفاضلة فى المساجد والإذاعة والتلفاز قدر الاستطاعة حتى يتم انتشال المجتمع من ذلك الانهيار الأخلاقى، وتؤكد الدكتورة زينب دور الأم فى تربية أبنائها ومسئوليتها عن ذلك فأبناؤها أولاً والعمل ثانياً.
برامج ومناهج للشباب
ويوجه د. عبد اللطيف عامر، حديثه للشباب قائلاً أنتم رصيد لهذه الأمة لابد أن يكون قوياً مسلحاً.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أيها الشباب احرصوا على أنفسكم ولا تنخدعوا بتيارات الإفساد فتضيعوا بذلك ويضيع المجتمع بضياعكمز
تحقيق: نادية عدلى
محررة بالمجلة قسم الأسرة
...........................................
ولنا وقفة
المرجفون في المدينة !!
في السبعينيات من القرن الماضي أصر كوكبة من الطيارين المصريين، المؤمنين بربهم والمجدين في عملهم؛ على منع تقديم الخمور على خطوط شركة مصر للطيران، وتصدى لهم المرجفون في المدينة والذين في قلوبهم مرض واحتجوا بأن الشركة سوف تخسر عملاءها، وسوف ينصرف عنها السياح والركاب الأجانب.. لكن الشركة مشكورة استجابت لرغبة الطيارين الشجعان، وامتنعت عن تقديم الخمور على خطوطها.. فماذا كانت النتيجة؟
أقبل الركاب من جميع الجنسيات على استخدام خطوط الشركة المصرية، وأصبحت معظم الخطوط محجوزة مقدمًا لشهور عدة وحققت الشركة الأرباح والنجاحات، وتوارى المشككون خجلاً وسلموا بالأمر الواقع.
ومن تركيا يأتينا هذا الخبر المفرح ولا يأتينا من تركيا هذه الأيام سوى الأنباء السارة والريح الطيبة فقد قامت إحدى الشركات التركية بشراء فندق كبير من فئة الخمسة نجوم، والذي يطل على بحر إيجه ، وأعلن هذا الفندق (كايريس) أنه لا يقدم خمورًا وأن لديه مسجدًا وحمامات سباحة خاصة لا يدخلها إلا النساء وقد أثار هذا الفندق إعجاب الأسر الملتزمة في تركيا، وأقبل عليه الجميع للدرجة التي جعلت الفندق يعجز عن تلبية جميع الحجوزات بالرغم من أن طاقته تزيد على ألف سرير، مما جعل كثيرًا من أصحاب القرى السياحية والمنتجعات المطلة على بحر (إيجه) يسلكون الطريق نفسه، بعد أن زاد الطلب على مثل هذه الفنادق المحترمة ومرة أخرى يخسأ المنافقون ويلعقون جراحهم.
وفي مجال الرياضة شكك المرجفون اللاعبين المسلمين في جدوى الصيام في رمضان، وزعموا أنه سوف يؤثر على جهدهم وعطائهم في الملعب، مما قد يتسبب في هزيمة فريقهم وعلى الرغم من أن الشمس تغرب في بعض الدول الأوربية في العاشرة مساءً، والنهار طويل جدًا، إلا أن اللاعبين المسلمين أصروا على الصيام حتى ولو وقع عليهم عقاب ففي الدوري الإنجليزي رفض اللاعبان الهولنديان بريس وأبو ديابي لاعبا نادي الأرسنال الإنجليزي الإفطار، وكذلك الفرنسي أنيلكا مهاجم فريق تشيلسي الإنجليزي، ودخل اللاعب المالي كانوتيه مهاجم فريق أشبيلية الأسباني في مشاكل مع إدارة فريقه ورفض الإفطار أيضًا وأصر على خوض المباريات وهو صائم، وهدد بالرحيل إذا لم يستجيبوا لمطالبه، وتبعهم العديد من اللاعبين المسلمين في فرنسا وألمانيا وأصروا على الصيام.
ومرة ثالثة يعود مثيرو الفتنة إلى جحورهم مطأطئين رءوسهم، يجرون أذيال الخزي والهزيمة والانحدار.
مصطفى عاشور
رد: انهيار الأخلاق.. الأسباب والعلاج
فعلا نحنن نعيش حاله من انهيار الاخلاق
ولكني اعتقد انها احداث نهاية العالم
ولكني اعتقد انها احداث نهاية العالم
muslima masrea- عدد المساهمات : 5
النقاط : 30325
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 11/01/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى